كتبت/مرثا عزيز
بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، لجمهورية أوغندا، وذلك في إطار حرص الدولة المصرية على استعادة مكانة مصر الإفريقية ورفع مستوى العلاقات بين القاهرة وكافة الدول الإفريقية.
وبهذه الزيارة الرفيعة المستوى تواصل مصر ترسيخ وتوطيد علاقاتها التاريخية بأوغندا حيث قال الرئيس الأوغندى، يورى موسفينى فى تصريحات صحفية سابقة : إن هناك علاقات وثيقة بين مصر وأوغندا، مشيداً بدور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فى دعم الأفارقة للتحرر من الاحتلال. وقال “للأسف بعد وفاة جمال عبد الناصر لم يهتم أحد من الرؤساء بعده بأفريقيا”.
وحسب تأكيدات الخبراء والمراقبين فإن هناك خمسة ملفات رئيسية تتصدر ملف المباحثات بين الرئيس السيسي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني يأتي في مقدمتها ملف التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والتنموية والمشاريع ذات الإهتمام المشترك.
ومن المقرر أن يتصدر ملف المباحثات المصرية الأوغندية ملف تطوير العلاقات بين الدول أعضاء حوض النيل وفي مقدمتها مصر وأوغندا لضمان عدم اختراق دول حوض النيل بما يهدد باقي الدول الأعضاء.
بالإضافة إلى بحث ملف الإستثمارات المصرية في أوغندا وزيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ حالياً نحو 45 مليون دولار، يليه ملف الإرهاب في القارة الإفريقية وكيفية وضع خطة إفريقية للقضاء على الإرهاب بالقارة السمراء، وأخيراً مناقشة دور الإتحاد الإفريقي في القضاء على الحروب والنزاعات الإفريقية وفي مقدمتها الأزمة الليبية.
ومن جانبه قال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إن زيارة الرئيس إلى أوغندا تأتي تلبيةً للدعوة الموجهة لسيادته من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وتهدف الزيارة إلى التباحث مع الرئيس موسيفيني وكبار المسئولين الأوغنديين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، وذلك في إطار انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة وحرصها على تدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات، كما ستتطرق المباحثات إلى عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف المتحدث الرسمي في بيان له أن الرئيس سيعقد جلسة مباحثات مع الرئيس موسيفيني بالقصر الجمهوري في عنتيبي، وذلك بحضور الوفد المرافق لسيادته وكبار المسئولين الأوغنديين، ومن المنتظر أن تتناول المباحثات مناقشة سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، ولاسيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
كما ستتناول المباحثات سبل إقامة مزيد من المشروعات المشتركة في أوغندا أخذاً في الاعتبار عمل العديد من الشركات المصرية بالسوق الأوغندية في مختلف القطاعات.
وذكر السفير علاء يوسف أنه من المنتظر أن تتطرق المباحثات كذلك إلى عدد من القضايا الافريقية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء ما تقوم به أوغندا والرئيس موسيفيني من جهود ملموسة لتعزيز السلم والأمن في منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي والقارة الأفريقية بشكل عام، حيث سيتباحث الرئيسان حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار بالقارة الافريقية والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دولها، بالإضافة إلى سبل تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين حول تلك القضايا في إطار المحافل والمنظمات الدولية. ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً عقب انتهاء المباحثات.
وفي إطار التعاون المشترك بين البلدين قدمت مصر أولوية لبناء قدرات الكوادر الأوغندية في مختلف المجالات حيث يتم تقديم 10 منح سنوية للدراسة في الجماعات المصرية بالإضافة الي خمس منح في إطار مبادرة مصر للتعليم المتطور لقادة المستقبل الأفارقة، كما يقدم الأزهر الشريف سنوياً عدد (16) منحة دراسية للجانب الأوغندي.
كما قدمت مختلف الجهات المصرية وعلي رأسها الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا عدد (62) برنامج تدريبي في مجالات مختلفة (الشرطة، الجيش، والمياه والري، والصحة، والإعلام، الدبلوماسية، والزراعة وغيرها) حيث تم تدريب 125 أوغندي على كافة التخصصات.
كما تقوم مصر بتنفيذ مشروع عملاق في مجال إزالة الحشائش المائية الضارة من بحيرة فكتوريا والبحيرات الأستوائية الأخرى وقد بدأ المشروع عام 1998 وبلغت تكلفته حتي الآن أكثر من 20 مليون دولار أمريكي .
كما قدمت الحكومة المصرية من خلال الصندوق معونات لضحايا الفيضانات التي ضربت شمال شرق أوغندا في نوفمبر 2007 حوالي 750 كجم من الأدوية، كما قامت مصر بإرسال سبع حاويات تتضمن 140 متر طني من الأرز و400 كرتونة زيت طعام، و80 خيمة كبيرة تم تسليمها لسيدة أوغندا الأولى بقصر الرئاسة الأوغندي في 5 ديسمبر 2007، كما شحنت جوياً في أبريل 2010 مساعدات إغاثة إنسانية لضحايا الإنهيارات الأرضية في منطقة بودودا بشرق أوغندا تضمت 1.2 طن من الأمصال، و2.5 طن من الأدوية، كما تم تقديم 10 الف دولار كمساعدة لمقاطعة كابشوروا في مجال التنمية الإجتماعية للمرأة.
كما قامت مصر عام 2008 بإعادة تأهيل مستشفي أتوجو بمنطقة روهوما بغرب أوغندا حيث تكلف إعادة تأهيل المستشفي التي تخدم قطاع كبير جداً في هذه المنطقة 280 الف دولار، بالإضافة الي المعدات والتجهيزات الطبية التي تم تزويد هذه المستشفي بها، ويعمل بهذه المستشفي طاقم طبي مكون من ثلاثة أطباء وممرضة.
بلغ إجمالي المساعدات التى قدمتها مصر على مدار 16 سنة متواصلة إلى أوغندا لتطوير المشروعات المائية أكثر من 22.4 مليون دولار تم تقديمها كمنحة مصرية، شملت مشروعات التعاون الفني بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأسماك الاوغندية متمثلة في المشروع المصري والأوغندي لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى بأوغندا. بدأت المرحلة الأولى للمشروع فى مارس 1999 وانتهت في ابريل 2007 بتكلفة 13.9 مليون دولار وكذلك المرحلة الثانية خلال الفترة من إبريل 2007 وحتى مارس 2009 بتكلفة 4.5 مليون دولار وتلتها المرحلة الثالثة بتكلفة 2.0 مليون دولار، ويجري حالياً تنفيذ المرحلة الرابعة بتكلفة 2.0مليون دولار حتى فبراير 2016. حقق هذا المشروع خلال هذه المدة العديد من الإنجازات على المستوى الحكومي والشعبي لرفع مستوى معيشة المواطن الأوغندي وتشمل إنشاء 28 سد حصاد مياه الأمطار، وتطوير 30 شاطئا بالقرى المحيطة بالبحيرات العظمى إلى جانب أعمال الصيانة والتطهيرات لمخارج البحيرات العظمى (فيكتوريا – كيوجا- ألبرت) ومصب نهر كاجيرا على الحدود الاوغندية التنزانية، بالإضافة الى إنشاء العديد من المزارع السمكية المتطورة وتدريب ما يزيد عن 100 من الفنيين والمهندسين منذ بدء المشروع في 1999.
وفى يناير 2015 تمت الموافقة على مد أجل المنحة المصرية المقدمة الى الحكومة الأوغندية حتى يتسنى الانتهاء من عمليات تطهير المجارى المائية بأوغندا من الحشائش العائمة وكذلك الانتهاء من إنشاء سدود حصاد الأمطار.
وتتضمن المنحة المصرية إنشاء 12 سدا وخزانات أرضية بالإضافة إلى تطوير بعض شواطئ القرى الواقعة على ضفاف البحيرات العظمى وإقامة العديد من المراسى النهرية وإنشاء 4 مزارع سمكية وذلك تنفيذا لرغبة الجانب الأوغندى وأولويات احتياجاته. قال بهاء الدين أن المراحل الثلاث من المنحة تساهم فى حل مشكلة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى (فيكتوريا، وكيوجا، وألبرت) ومصب نهر كاجيرا بالإضافة إلى تطوير شواطئ 28 قرية من القرى الواقعة على ضفاف البحيرات وإنشاء أرصفة نهرية وتدريب وتشغيل أكثر من 100 مهندس وفنى أوغندى فى أنشطة المشروع المختلفة وإنشاء 29 سدا لحصاد مياه الأمطار (خزانات أرضية) وتدريب وإعطاء تسهيلات لـ 1200 من أعضاء التجمعات المحلية فى مجال إدارة والتحكم فى الحشائش المائية الأمر الذى تجلى فى تحسين كل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية للمواطن الأوغندى.